الجبالي : هذا ليس شهر الاستغلال ياسادة.. فما الذي يحدث؟

كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للتنمية والدراسات.. هذا ليس شهر الاستغلال ياسادة.. فما الذي يحدث؟
للاسف تمر علينا الأيام الأخيرة من شهر رمضان بمرارة الأسعار.. ولا مبررات لما يحدث في أسواقنا غير مسمى وحيد وهو الاستغلال ! .. فما الذي حدث اقتصاديا حتى ترتفع الأسعار لدرجات لم نعهد لها تاريخاً… من يقرأ الاحداث السياسية والاقتصادية يجد أن الامور تسير إلى تحسن سريع بفضل الله، فما هي حجة من يرفع الأسعار؟.
السواد الأعظم من المواطنين للأسف باتوا من أصحاب الهموم لتأمين وجبة طعامهم فقط…نعم للأسف هذا ما يحدث.. بدلا من أن يخطط رب الأسرة لتحسين دخله أو لزيادة أصول تجارته.. بات لا يفكر إلا (بطبخة الأسرة) وكيف سيتم تأمينها بعد أن بلغت أرقاما فلكية مرعبة جداً… فلا يوجد (طبخة) إلا وتكلفتها الوسطية 50 ألف ليرة لأسرة مكونة من 6 أشخاص. هل انتم متخيلون هذا الرقم..؟
كان سابقا تخطط الأسرة السورية للذهاب في رحلة إلى البحر أو لشراء سيارة بالتقسيط أو لشراء منزل أو قطعة أرض.. حاليا لا تفكير غير في لقمة العيش والدواء
والمستلزمات الحياتية الاساسية فقط.. أي ان التضخم التهم كل آمال المواطنين في دفع معيشتهم للأفضل بل والتهم دخلهم والتهم أحلامهم وخططهم المستقبلية..
وللأسف لم نجد تحرك حكومي جدي في معالجة الوضعي المعيشي الحالي، فالقرارات الحكومية كان لها أثر سلبي في ارتفاع الأسعار، وللأسف رغم رفع الأسعار لم تتحسن الخدمات.
ما نحتاجه حاليا وفي هذه الأيام المتبقية من رمضان والعيد هو التحرك العاجل من الجهات الرقابية وخاصة وزارة التجارة لوضع حد لهذا الفلتان المرعب للأسواق، ومحاسبة المحتكرين والمسغلين وتدقيق الفواتير ومعرفة لماذا الأسعار تقفز يومياً بالآلاف …
ونسأل المستغلين والمحتكرين : ألم تمتلئ جيوبكم بعد..ألم تكتفوا استغلالاً؟
نطالب بالضرب بيد من حديد على كل محتكر ومستغل، وإعادة الأسعار إلى ماكانت عليها نوعا ما .. ووضع التكاليف الحقيقية والتدقيق بنسب الأرباح الكبيرة التي يتم تحقيقها من البعض ..
وبالطبع لا ننسى ان نشكر كل تاجر شريف يرضى بالارباح القليله بل بعضهم يقوم بشهر رمضان المبارك ببيع مواده برأس المال للوقوف ببصمته الايجابية هذه مع المواطن ، وهذا بحد ذاته يؤجر عليه غير انه من قمة التكاتف نحو التكافل الاجتماعي المحمود ..